تحالفات ، ترى النور قريباً
بقلم د. آلاء المصطاف
مقاطع لـ Wall Street Journal التي نقلت عن ثلاثِ دبلوماسيينَ ، معلومات ، معلومات ، معلومات ، معلومات ، معلومات ، معلومات ، معلومات ، معلومات ، معلومات وصور إيضاحات بما يتعلق بهذه المواد. إن وجود المواد المشعة وتحديداً اليورانيوم المكتشف في عام 2019 وإيران المتكرر يمكن أن تشير إلى إيران تشير إلى وجوده.
إن سعيَ النظام الإيراني المعروف باستهتارهِ لإمتلاك اسلحةٍ نوويةٍ سوفَ يجعلُ المنطقةَ في سباقٍ محمومٍ لإمتلاك ذات التقنية، وإذا كانت الأدارةُ الامريكية والإتحاد الاوربي يسلكونَ سياسة المجاملة لأجل ان تتربع إيران على عرشِ القوةِ النوويةِ على حسابِ جيرانها بالمنطقة والشرقْ الأوسط، فلا أعتقد إن هذا الأمر سيمرُ مرور الكرام خاصة بعد إلغاء صفقات السلاح من قبَلِ إدارة بايدن مع كلٍ من المملكةِ العربيةِ السعوديةِ والإماراتِ العربيةِ المتحدة دونَ أن يتخذَ جيرانُ الجوارِ الجغرافي أي إجراءاتٍ للوقوف بوجهِ التوسعِ والتلاعب الإيراني بأمنِ المنطقةِ.
إن المتابع للأحداثِ التي توالتْ من منطقةِ الشرقِ الأوسطش في الأيامِ الماضيةِ يستطيعُ أن يدركَ تحركاً مصرياً إسرائيلياً خليجياً وربما تركياً ولو أن الدور التركي لازال خفياً لغايةِ الانْ، بإعتقادي إنها ستفضي الى إتفاقات او تحالفات ربما سترى النور في قادم الأيام. ولكي نفهم ما يجري على ساحةِ الشرق الأوسط والخليجِ العربي علينا أن نتابعَ الأحداثَ بتسلسلاتِها لنستطيعَ ربطها وبيان الأسباب التي سندرجها فيما يلي والتي ادت الى إعتقادنا بولادة هذا التحالف الذي نستطيع أن نطلقَ عليهِ تسمية التحالف الغامض لغاية اللحظة.
- لو عُدنا إلى قمةش العُلا التي شهدتْ المصالحةِ الخليجيةِ في نهايةِ عهدِ الرئيسِ ترامب والتي حضَرها مستشارهُ جاريد كوشنر وسألنا انفسنا لماذا وافقت قطر على المصالحة؟ وماهو الدور الذي ستلعبه بالمستقبل؟ وماهو الثمن الذي عليها أن تدفعه مقابل المصالحة التي لو لم تحصل لأصبحتْ قطر الحلقة الأضعفْ في منطقةِ الخليجْ لكون جميعِ حدودِها مع أخواتها مغلقةً وجبهتَها الوحيدةُ المفتوحةُ ربما تستغِلُها إيران لضربِ المصالحَ الامريكيةَ في قطرْ؟ إذنْ كان لابد من المصالحةِ حتى لوقدمتْ قطر لترامب هديةَ نجاحِ المفاوضاتِ ورعايتها رغم عدم قناعتها بالأمر.
- البينتاغون ينقلُ إسرائيل من القيادةِ الأوروبيةِ إلى القيادة الشرق أوسطية، وهذا يدلُ على أن أميركا تعمدتْ نقل إسرائيل إلى حلفٍ يضمُ السعوديةَ ومصرَ والأردنْ وهذا الإجراء سوفَ يعطي الحقُ لإسرائيل بالتواجدِ على اراضٍ لدولٍ حليفةٍ والمشاركة باي مناوراتٍ عسكريةٍ تجري على أراضي تلكَ الدول، رُبَّ سائلٍ يسألُ عن علاقةِ هذا القرار بتوقعاتِ نشوءِ تحالفاتٍ شرقْ أوسطيةٍ خليجيةٍ مصريةٍ جديدةٍ؟ سأحاولُ في هذا المقال أن أوفرَ سرداً متسلسلاً للأحداثِ ليسهلَ ربْطها ببعضِها ليسهلَ للقاريء فهم استنتاجِنا.
- زيارةُ وزير الطاقةِ المصري طارق المُلا إلى إسرائيل ولقاءَهُ رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتينياهوالذي سيزور مصرَ لاحقاً والذي اشاد بأهميةِ الدور المصري في تعزيزِ وتسريعِ عمليةِ السلام، هذه الزيارةُ تبِعتْها خروج أول شحنةِ غازٍ من معاملِ دمياطْ المصرية التي تعتبر من أكبرِ معاملِ تسييلِ الغاز في الشرقِ الأوسط، وفي هذا الأمرِ دلالةً على أن الغاز الإسرائيلي لمصرَ، أي ان مصر تستلم الغاز من إسرائيل وتتم عمليةِ إسالتهُ في معاملِ دمياط ومن ثم تصديرهُ الى أوروبا. علماً ان مصر تستصلحُ حالياً حقولاً للغاز للفلسطينيين وعلى ما يبدو إن مصرَ ستتوصلُ إلى إتفاقٍ فلسطينيٍ- إسرائيليٍ في أثناءَ زيارةِ نتينياهو لمصرَ.
- بيانٌ لرئاسةِ الجمهوريةِ المصريةِ نُشِرَ على موقعِها الرسمي أكدَ أن الكويت احتضنتْ إجتماعين الأول مصريٌ- قطريٌ تبعهُ اجتماعٌ قطري- إماراتي لمناقشةِ قراراتِ قمةِ العُلا التي شهدتْ أروقتِها المصالحةُ الخليجيةُ والخطواتِ المستقبليةِ التي ستتخذُ من قبلِ الأطرافِ المجتمعة، كما أشادوا جميعاً بموقفِ المملكةِ العربيةِ السعودية.
- تصريحُ نتينياهو بأنَّ إسرائيلَ لنْ تسمحْ لإيران بامتلاكِ سلاحٍ نوويٍ وإنها ستضربُ إيران ومنشآتِها النوويةِ دون أدنى إعتبارٍ لأي اتفاقاتٍ دوليةٍ في اشارةٍ إلى الإتفاقِ النوويِ الذي تسعى الولاياتُ المتحدةُ إلى إعادةِ العملِ ببنودهِ. يُعدُ هذا التصريح الأخطر على الإطلاق إذ أن الولايات المتحدة ومنذُ إستلام الرئيس جو بايدن الإدارة تتجنبُ أي مصادمةٍ مسلحةٍ مع إيران بالرغمِ من الضعطِ الكبيرِ التي تمارسهُ إيران على المجتمعِ الدولي للوصولِ إلى أكبرِ مكاسبٍ من الإتفاقِ النوويِ فضلاً عنْ مكاسبِ توسُعِها على حسابِ المنطقةِ العربيةِ، لذلكَ فإنَّ الضربةَ العسكريةَ الاسرائيليةَ إذا ما حدثتْ فإنها ستضعُ الإدارةَ الامريكيةَ في حرجٍ كبيرٍ لأنها مجبرةً بحمايةِ إسرائيل من أي ردٍ قدْ تقدُمْ عليهِ إيران أوإحدى الأذرعِ المدعومةِ مِنْ قبَلِها. نستخلصُ من هذا التصريحِ أن إدارةِ جو بايدن إنْ لمْ تتخذْ القرارَ بمنعِ إيران من إمتلاكِ السلاح النووي فإنَّ إسرائيل ستلجأُ إلى ضربِ المنشآتِ الإيرانيةِ وتُحمِلْ أمريكا مسؤوليةِ حمايتها باؐعتبارها الحليف المكلف بذلكَ ضدَ أي اؐعتداء ممكن أنْ تتعرضَ لهُ إسرائيل.
- تصريحُ جيشُ الدفاعِ الإسرائيلي بأنَّ قواتهِ مستعدةٌ لضربِ إيران قِبلِ أن تَمتَلكْ السلاحَ النووي وإنَّ إسرائيل لنْ تكونْ لوحدِها هذهِ المرة بلْ ستكونْ مَعها مصرْ والخليج والاردن بالإضافةِ إلى قبرص واليونان، وباؐعتقادي أنَّ هذا التصريح هو الأكثرُ صراحةً ووضوحاً على الإطلاق ولا يقبلُ الشرحُ والتأويل.
- أنَّ إيقاف صفقاتُ الاسلحةِ التي سَبقَ أنْ اؐتفقتْ عليها المملكة العربية السعودية والإماراتِ العربيةِ المتحدة منْ قِبَلِ إدارةِ بايدن لَنْ يمُرَ بهدوءٍ ولَنْ تَبقى السعودية مكتوفةَ اليدينِ باؐنتظار رضى راعي البقر. ثلاثُ صفقاتُ اسلحةٍ في أربعٍ وعشرينَ ساعةٍ بعدَ إعلانِ الإدارةِ الامريكيةِ إيقافِها لصفقاتِ التسليح، أهمُها ما أُعلِنْ بالمرسومِ الحكوميِ الذي نُشِرَ بالبوابةِ الرسميةِ للمعلوماتِ القانونيةِ لجمهوريةِ روسيا الاتحاديةِ واؐلذي أكدَ أنَّ الرئيس بوتين يعتزمُ توقيعَ إتفاقيةِ تعاونٍ عسكريٍ مع المملكةِ وكَلَفَ وزارتي الدفاعِ والخارجيةِ بصياغةِ بنودِ الاتفاقِ اؐلذي تضمنَ توحيدُ الجهودِ لتدريبِ القواتِ العسكريةِ والتعاون في مجال التعليم العسكري والتسليح والصناعة العسكرية، الأمر اؐلذي دعا مجلة Foreign Policy الأمريكية إلى اؐلمسارعة في إيجاد تبرير لقرارِ إيقافِ الصفقات على إنهُ رغبةً أمريكيةً بإيقافِ الحرب باليمن. وهنا يجبْ أَنْ ننتبهْ إلى قضيتانِ بالغتا الاهميةِ وهي أولاً أن المملكةَ قد بدأتْ بالفعلِ بتنويعِ مصادرَ التسليح والاتجاه نحوَ الدبْ اؐلذي ظّلَّ يُراقبُ باؐنتظار جرةُ العسلِ اؐلذي إعتادَ على أكلهِ، وثانياً أنَّ المملكةً وأخواتِها بالخليجِ المترفاتُ إقتصادياً والأقل تضرراً بالعالمِ من الواقعِ الإقتصاديِ اؐلذي فرضتهُ الجائحةُ قد إتجهوا نحوَ الدبِّ اؐلذي ضاقَ ذرعاً من تصرفاتِ إيران المفلسةِ والمستهترةِ وأذرعِها وخاصةً في سوريا والذي طالما إعتبرته إيران حليفها المتسترِ على جرائمِها.
- يبدو أَنَّ المملكةَ لنْ تكتفي بتنوييعِ مصادرِ أسلحتِها وحسبْ، حيث إننا لو تابعنا القراراتِ الإقتصاديةِ التي تصدرُها بين فترةٍ وأُخرى بما يتناسبُ و رؤيةِ 2030 ، فإنَّ المملكةَ قدْ أصدرتْ أمراً يقتضي عدمَ التعاملِ مع المنتجاتِ التي لا تكونُ لشركاتِ إنتاجها مراكزاً اقليميةً داخل المملكةِ. وهذا يعني أنَّ المملكةَ تسعى أنْ تكونَ جزءاً أساساً في الصناعةِ بشكلٍ عامٍ والعسكريةِ بشكلٍ خاصٍ وهذا ما نستدلهُ من الاتفاقيةِ السعوديةِ- الروسيةِ في مجالِ التعليم العسكري والصناعةُ العسكريةِ فضلاً عنْ الاتفاقيةِ التي عُقدت بينَ الشركةِ السعوديةِ للصناعاتِ العسكريةِ SAMI و شركةُ نَمِر الاماراتيةِ وهي أولُ اتفاقيةٍ من نوعِها بين البلدينِ.
أنَّ إيران التي تشهدُ انهياراً اقتصادياً وأمنياً واضحاً لازالت تناورُ العالمَ رغمَ حاجتِها الملحةُ للاتفاقيةِ النوويةِ لكنها تحاولُ الوصولَ اليها بالعنجهيةِ الفارسيةِ المعهودةِ. السؤالُ هنا ماذا لو أُعلن فشلُ الإتفاقُ النووي؟ أو نجاحَه مع احتفاظِ إيران بالصواريخِ البالستيةِ؟ أعتقد أنَّ هذا الحِلفُ سيتخذُ القرارَ بشَّنِ ضربةٍ عسكريةٍ قاصمةٍ إلى إيران قد تؤدي إلى حربٍ اقليميةٍ تضطرُ خلالها أميركا والإتحادِ الأوربي إلى التدخل، أما روسيا التي تبدو هي الأُخرى غيرُ راضيةٍ عن تصرفاتِ إيران في سوريا فلنْ تقفَ مكتوفةَ الأيدي وستتدخلُ دفاعاً عن مصالحِها في المتوسط حتماً.
ختاماً إننا أمام حلفٍ موجودٍ فعلاً على أرضِ الواقعِ، سيتحركُ وفقاً لما يستجدُ من تطوراتٍ بالملفِ النووي الإيراني. هذهِ المرةُ ليسَ هناكَ جيشانِ مستعدانِ للحربِ التي قدْ تكونُ على الابوابِ بلْ إنَّ تصرفٍ واحدٍ مِن إيران أو إحدى أذرعِها المتهورةُ قدْ تُشعلُ فتيلَ الحربِ الاقليميةِ.