غزوتان والعراق لازال بين احتلالين ا.د. عبد الكاظم العبودي مميز

غزوتان والعراق لازال بين احتلالين 

ا.د. عبد الكاظم العبودي1 1062853 1 34

?غزوتان والعراق لازال بين احتلالين

ا.د. عبد الكاظم العبودي

تقترب القوة الاستراتيجية الضاربة الأمريكية من حالة استنفار قصوى ؛ وهي في حالة غزو جديد ، لا أحد يعرف بالضبط اتجاهه ونقاطه المستهدفة سواء في العراق او ايران والشرق الاوسط.

والكرة اليوم تعود الى ملعب الشعب العراقي وحراكه كفريق وطني ....فعليه ان يبدا التحرك الشعبي السلمي ، ويشهد العالم بطريقة حضارية انه الطرف الوحيد و انه الشعب المعني بطرد الاحتلال الايراني بشعار واحد مدوي غير قابل للمساومة ( إيران بره...ايران...بره بره...وبغداد ستكون حرة) .

وبالرغم من تجارب العراقيين ومرارتهم مع الوعود الامريكية حول ما يسمى " تحرير العراق" الا ان واقع الحال المتردي في العراق أثبت للعالم و للأمريكيين خاصة، قبل غيرهم انهم كانوا ولا زالوا سبب نكبة العراق ومأساته؛ خصوصا عندما سلموا مقاليد ومصير شعب ووطن بيد نظام الملالي بطهران عندما أعلنوا نيتهم السابقة على الانسحاب من العراق في فترة ادارة الرئيس الامريكي السابق أوباما، ليستبيح الايرانيون كل شئ في العراق ؛ بفرض القوة الغاشمة عند طريق حكم عملائهم ومليشياتهم وتواجد حرسهم الثوري ونهبهم كل خيرات وثروات العراق.

وعلى قاعدة المثل العراقي :

(الحگ العیار الى باب الدار) سنلاحق الامريكيين ونطالبهم دون تردد بتنفيذ مايصرحون به في السر والعلن من أنهم ارتكبوا أخطاء جسيمة في العراق....

لذا فان العراقيين ينتظرون ابواب الفرج المغلقة عليهم من كل صوب وجانب عليهم التحرك فورا ، كبقية الشعوب الحرة، بالمطالبة بتنفيذ تلك الوعود الامريكية، وفي مقدمتها الخلاص من الاحتلال الايراني الاستيطاني لبلدهم العراق.

وارتباطا بتطورات الساعات الاخيرة بالامس، وغداة زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو ، التي دامت لبضعة ساعات في بغداد ، والتي سيثار من حولها الجدل طويلا، حيث نقلت وكالات الانباء ما صرح به وزير الخارجية الامريكي بومبيو بعد مغادرته بغداد :

( ... الرئيس ترامب أراد إيصال رسائله الى الحكومة العراقية وهي ، الرسالة الرئيسية : نريد ان نتأكد ان العراق موقفه سيكون مع موقفنا وموقف حلفائنا في الخليج والذين يفهمون ان الخطر الاساسي في المنطقة هو ايران ، نريد ان نعرف ان كان موقفهم القوي معنا سيبقى و علاقاتنا القوية ستبقى.) ....وأضاف بومبيو، رغم مغالطته للحقائق على الارض العراقية قائلا :

( .... هنالك تاريخ طويل في العراق ونريدهم ان يستمرون بالنجاح ، بالاستقلالية و لديهم السيادة و ان لا يكونوا تابعين لاي دولة). وتزامنا مع تسلسل الاحداث وتطورها سريعا في بلادنا والعالم، اعتبارا من يوم غد او فجر الغد الاربعاء حيث : (... ستفرض عقوبات على ايران بمناسبة الذكرى السنوية الاولى على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران)؛ فان الارتباك الحاصل في اركان حكومة المرتزقة والعملاء من التبعية الايرانية أمست مرتبكة جدا، وكل قواهم مذعورة امام قرار تنفيذ الشروط الامريكية من جهة، وخوفا من انطلاق هبة شعبية وطنية عراقية مرتقبة في كل لحظة ضدهم ستكون في أول مطالبها كنسهم وطردهم مع اسيادهم الفرس من العراق، وها هي فصائل المليشيات والحشد المرتعبة ، تتخبط خبط عشواء ، وترصد كل شيئ انطلاقا من محيطهم الامني والاجتماعي الطائفي، وتقوم بمحاولات يائسة كونها تخشى الانفجار الشعبي، وخاصة في العاصمة بغداد. فالاخبار المتسربة من هناك تشير الى ملاحقة الحشد للمترجمين الشيعة وجماعاتهم من "مزدوجي الجنسية" الامريكية، خاصة الرفحاويين، ممن يعملون في مفاصل الحشد والاستخبارات المهمة، ووضعهم تحت المراقبة والتأكد من استمرار ولاءاتهم للحكومة العميلة ولايران ، في حالة انفجار الاوضاع الشعبية في العراق ضدهم او عند حدوث الصدام مع الامريكيين لاي سبب كان.

وقد استدعي النائب الرفحاوي الاسترالي احمد الاسدي، المتحدث باسم الحشد ليخضع للمراقبة ، واستدعي للتحقيق عن سبب تلبيته دعوات تلقاها من السفارة الاميركية ببغداد وزيارته لمجلس العلاقات الاميركي في ميتشيغان.

وهذه ليست حال منفردة للاسدي فقط ولامثاله؛ بل تتسع لتشمل البقية من عملاء الاحتلالين، لفرز المواقف وتحديدها بشكل نهائي ولتجنيد اؤلئك الذين يخدمون المخابرات الامريكية، وعيونهم وقلوبهم على ايران ايضا، سواء كانوا من اركان حكومة عادل عبد المهدي أو حيتان العملية السياسية من باعة المواقف للاقوى او التأييد للمنتصر.

ونحن يهمنا اليوم، كقوى وطنية عراقية رافضة للاحتلالين، وخاصة التواجد والاحتلال الايراني الاستيطاني في بلادنا ان نتحرك جميعا من اجل حرية واسترحاع استقلال العراق من خلال هبة وانتفاضة جماهيرية وطنية عراقية تشمل مل مدن العراق، تضع العالم امام مسؤوليته، وخاصة حكام واشنطن باتمام المرحلة الاولى من تحرير العراق ، بطرد وتصفية وانهاء الوجود الايراني من العراق ، بعدها يمكن الحوار حول قضايا بناء الدولة العراقية وتوطيد دعائمها السياسية واستقلالها لتكون واحدة من مقومات استعادة السلم والتنمية والاستقرار في المنطقة.

حراك شعب العراق مطلوب وفوري ؛ لان قوى المليشيات واياديها ستكون مغلولة ، والانتفاضة الشعبية ستضع الامريكيين امام مدى مصداقية اقوالهم وتصريحاتهم حول استقلال العراق كما لمح بومبيو في تصريحه البارحة.

وان غدا لناظره قريب.

 

  • قراءة 1399 مرات
الدخول للتعليق